وكالات – قال الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي، يتسحاق بريك، رئيس مفوضية مظالم الجنود سابقًا في جيش الاحتلال إنّه منذ أكثر من عقد يدأب الإيرانيون على إنشاء منظومة ضخمة من صواريخ وقذائف صاروخية لدى التنظيمات الدائرة في فلك إيران حول دولة إسرائيل (حزب الله في لبنان، “حماس” والجهاد الإسلامي في غزة، والحوثيون والميليشيات الشيعية في اليمن وسورية والعراق).
واضاف: “يوجد اليوم أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية موجهة إلى المراكز السكنية في إسرائيل، وإلى أهداف إستراتيجية، وإلى بنى تحتية أمنية ومدنية حيوية (مثل قطاع الطاقة، وموارد طبيعية: كهرباء، وقود، غاز ومياه، وسائل إعلام، مواصلات، وصحة الجمهور وأمنه).”
وشدّدّ على أنّ تهديد هذه الصواريخ حوّل إسرائيل إلى الدولة الأكثر عرضة للتهديدات في العالم، لافتًا إلى أنّه “في العقد الذي أُنشئت فيه هذه المنظومة الضخمة من حولنا، غرقت القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل في سبات عميق. فهي لم تُعدّ الجيش ولا الدولة لمواجهة الخطر المتنامي أمام أعيننا، لا من ناحية القدرة الهجومية ولا من ناحية قدرة الدفاع عن الجبهة الداخلية وإعدادها لاستيعاب سقوط آلاف الصواريخ يوميًا”.
“في تلك السنوات وحتى اليوم”، أضاف الجنرال بريك في مقالٍ بصحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلته للعربيّة مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، “فضّلت هذه القيادة استخدام المعركة بين الحروب التي تتجلّى في هجمات جوية على أهداف في سورية من أجل كبح التمركز الإيراني فيها، ولمنع تهريب صواريخ ومكونات تجعلها أكثر دقة إلى حزب الله في لبنان عن طريق سورية.”
وأكّد الجنرال بريك أنّ “هذه الهجمات الجوية مع كلّ أهميتها نقطة في بحر، وهي ليست قادرة على كبح السيطرة الإيرانية في سورية، وحتى منع الاستمرار في تحويل صواريخ الحزب إلى صواريخ دقيقة، هي تعطي الجمهور انطباعًا بأننا نسيطر على الوضع، لكن الأمر ليس كذلك، ومكونات الصواريخ الدقيقة تنتقل من إيران عن طريق البر، أوْ عن طريق البحر، أوْ بطائرات لتصل مباشرة إلى يدي حزب الله”.
وتابع قائلاً:”قصفنا في سورية الذي يؤثر مثل نقطة في بحر، يصرف أنظار القيادة الأمنية والسياسية عن الانشغال بالأساس، وهو – إعداد مكثف للجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية للخطر الوجودي المتعاظم من حولنا”.
ولفت إلى أنّه “منذ عدة سنوات، الجيش الإسرائيلي مشغول بالمعركة بين الحروب، وليس بالتحضير للحرب المقبلة. هذه العملية تخدم الإيرانيين الذين درجوا على عدم الرد بقوة على ضربنا عناصرهم وبنيتهم التحتية التي يبنونها في سورية. هدفهم هو تنويمنا لنتيح لهم أنْ يستكملوا بهدوء عملهم في ترسيخ منظومة الصواريخ من حولنا، والامتناع من خلق توترات وانفجار قبل إنجاز عملهم. وهم ينتظرون الوقت الملائم لهم وصبرهم كبير جدًا”.
ورأى الجنرال الإسرائيليّ أنّ “سورية والعراق هما جسر من ذهب يربطان إيران بحزب الله في لبنان، ومؤخرًا فقط، أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله، أنّ مشروع الصواريخ الدقيقة انتهى وأُنجز. حتى لو كان يبالغ، فلا شك في أنّه يجب الردّ على كلامه بجدية كبيرة قبل أنْ يؤدي إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا نحو أهداف إستراتيجية وأمنية ومدنية، وإلى المراكز السكنية إلى إعادة إسرائيل عشرات السنوات إلى الوراء، ويصيب سكانها واقتصادها بضربة قاتلة”.
وأشار إلى أنّه “بالنسبة للإيرانيين، إطلاق كتلة كبيرة من الصواريخ التقليدية نحو إسرائيل من كل التنظيمات الدائرة في فلكهم، سيتسبب بأضرار جسيمة لإسرائيل لا تقل عن أضرار قنبلة نووية، إنّما من دون إشعاعات نووية، وإطلاق مثل هذه الكتلة من الصواريخ لن يعتبره العالم تجاوزًا للخطوط الحمراء للقانون الدولي الذي يمنع استخدام سلاح نووي، وعليه هناك مشكلة خطرة جدًا لإسرائيل، لأنها لا تملك ردًا على 3000 صاروخ كبير وصغير يُطلق عليها يومياً، مئات منها هي صواريخ دقيقة تحمل مئات الكيلومترات من مادة متفجرة في كل صاروخ”.
وأضاف أنّه “إذا سقطت الصواريخ يوميًا على المراكز السكانية في غوش دان وخليج حيفا، وبئر السبع، والقدس، وإذا أصابت أهدافًا إستراتيجية وأمنية ومدنية، فإنها ستكبد إسرائيل خسائر فادحة وأضرارًا جسيمة من الصعب توقّع حجمها”.
واختتم الجنرال بريك قائلاً إنّه “في نظر الإيرانيين، توازن الرعب النووي الذي سينشأ بين إيران وإسرائيل سيمنع هذه الأخيرة من استخدام سلاح نووي، وسيمنح إيران والتنظيمات الدائرة في فلكها تفوقًا كبيرًا على إسرائيل، وتوازن رعب نووي كهذا يمكن أنْ ينشأ أيضًا إذا إيران كانت اشترت، أوْ ستشتري في المستقبل، بضع قنابل نووية من كوريا، قبل أنْ تنجز بنفسها تطوير قنبلة نووية”.