Armed Yemeni Shiite Huthi anti-government rebels sit in the back of a pick up truck as they drive near the state television compound on September 21, 2014 in the capital Sanaa. Fighting are raging in the Yemeni capital despite an announcement by the UN envoy that pro-government forces and Shiite rebels were poised to sign a deal. AFP PHOTO / MOHAMMED HUWAIS (Photo credit should read MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images)

وكالات – المحلل السابق في وكالة CIA بروس ريدل في مقال نشره موقع “بروكينغنز” تحت عنوان “المصيبة اليمنية أصبحت كارثية”:

الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن منذ خمس سنوات تزداد حدة؛ في وقت يجلب فيروس كورونا الويل على أفقر دولة في الشرق الأوسط.

وأصبحت الحرب عبئا على الاقتصاد السعودي وقللت الآمال في إنجاز مشاريع تنويع الاقتصاد وبرزت إيران كرابح أكبر في هذا المستنقع.

السعوديون يعرفون أن الحرب كلفتهم مبالغ طائلة في وقت هبط فيه الطلب العالمي على النفط، ونقصت بالتالي موارده. وتبيع السعودية برميل النفط بـ 40 دولارا، أي بنصف ما تريده لميزانيتها.

ستظل سمعة السعوديين مشوهة بسبب الكارثة الإنسانية التي خلقوها ولسنوات قادمة، أما سمعة ولي العهد فقد أصبحت مسممة.

التفاصيل عن جهود وقف إطلاق النار غير معروفة، وبالتأكيد لا يريد الحوثيون التخلي عن ساحة معركة ينتصرون فيها على الارض؛ فالحرب تعبئ اليمنيين ضد السعوديين المكروهين.

وبسبب فيروس كورونا أغلقت السعودية الحج السنوي إلى مكة أمام القادمين من الخارج؛ ويعد هذا نكسة؛ خاصة أن الحج يعتبر موردا اقتصاديا مهما. وزادت حالات الإصابة بالفيروس في السعودية ودول الجوار أيضا، مثل البحرين وقطر وعمان. وتجاوز عدد الحالات في السعودية 200.000 حالة بما فيها حالات بين أفراد العائلة الحاكمة. وأعلن ولي العهد محمد بن سلمان، مهندس الحرب المتهورة في اليمن، عن خطط تنويع اقتصاد وبناء مدينة جديدة على ساحل البحر الأحمر، ولكن هذه الخطط ستتوقف بسبب الاقتصاد الضعيف.

وفي جنوب اليمن سيطر الانفصاليون على عدن والجزيرة الإستراتيجية سقطرى وأخرجوا الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتخضع مناطق أخرى من الجنوب لسيطرة المتشددين، مما يصعب إعادة توحيد البلاد من جديد. وأدت الحرب لمقتل حوالي 100.000 شخص، ويحتاج 80% من اليمنيين للمساعدة، والآن بدأ فيروس كورونا يعيث فسادا وسط السكان الفقراء.

وقال مدير صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة في اليمن: “الأزمة وصلت إلى مستويات كارثية” وتزداد سوءا بسبب قلة الأموال نظرا للركود العالمي.

الحوثيون يسيطرون بشكل كامل تقريبا على كل شمال اليمن؛ وتقدم لهم إيران الدعم خاصة في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار. والمساعدة هذه رخيصة حيث يحصل الإيرانيون على خبرة جيدة في مجال القدرات لصواريخهم وطائراتهم المسيرة. وهذه التجربة مساعدة لحزب الله وغيره من الجماعات الموالية لإيران على تحسين قدراتها.

وورطت إيران منافستها الإقليمية في كارثة باهظة الثمن باليمن، وبدون طريق للخروج منها. وستظل سمعة السعوديين مشوهة بسبب الكارثة الإنسانية التي خلقوها ولسنوات قادمة، أما سمعة ولي العهد فقد أصبحت مسممة. ورغم المشاكل التي تعاني منها إيران مثل الفيروس والتفجيرات الغامضة والاقتصاد إلا أنها تظل منتصرة في اليمن.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا