ايران بالعربي – ذكرت الكاتبة الإيرانية “هدى يوسفي” في مقال لها حول ما اسمتها “مطامع رجب طيب اردوغان في الشرق الأوسط” أن تركيا وخلال السنوات الأخيرة قامت باتخاذ الكثير من الخطوات لتحقيق رؤيتها لعام 2023.

وأشارت “يوسفي” الى أن الاسترتيجية التركية شهدت تغيرا لافتا على مدى العقدين الماضيين بعد استلام الاسلاميين السلطة، حيث انها ابتعدت عن التوجه الأتاتوركي المعهود نحو الغرب واتجهت نحو العثمانية الجديدة والاهتمام بالشرق الأوسط وشمال افريقيا.

واضافت الخبيرة في قضايا الشرق الأوسط هدى يوسفي: “اجرت تركيا الكثير من الاصلاحات مع استلام حزب العدالة والتنمية السلطة وعززت علاقاتها مع العديد من البلدان بين عامي 2005 و 2010 وجمدت حكم الاعدام أملا منها بالانضمام الى لاتحاد الاوروبي .. حتى ان وزير الخارجية التركي الأسبق داوود اوغلو وفي كتابه -العمق الاستراتيجي- حدد 5 أصول للسياسة الخارجية التركية وهي تعزيز الأمن والديمقراطية في البلاد، وتصفير المشاكل مع دول الجوار، وترسيخ العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع بلدان المنطقة والعالم، واتخاذ الاستراتيجية التعددية في السياسة الخارجية لتركيا، والدبلوماسية المتوازنة.”

وتابعت : “الربيع العربي كان فرصة لتختبر تركيا اصول سياستها الخارجية وقوتها الناعمة في المنطقة .. بداية، تحقق حلم العثمانية الجديدة في مصر بمجيء محمد مرسي الى السلطة، وحققت تركيا اولى انتصاراتها .. بعد مصر حان دور سوريا لكن تجربة مصر الناجحة لم تتحقق هناك .. ولعل تطورات الاحداث في سوريا والفشل التركي فيها، كانت منطلقا لاستدارة السياسة الخارجية التركية، حيث ابتعد اردوغان عن الاصول التي رسمتها تركيا لنفسها بدعمه المعارضة السورية وجبهة النصرة، وتحولت استراتيجية تصفير المشاكل مع دول الجوار الى التوتر معها.”

واستطردت الكاتبة: “التواجد الروسي في سوريا بناءا على طلب الأسد غير موازين القوى لصالح حكومة دمشق، قبل ان تواجه تركيا محاولة انقلاب أزّمت اوضاعها الداخلية الى حد بعيد، ورغم ذلك اجتاحت الاراضي السورية بهدف محاربة داعش، في خطوة زادت من الخلافات التركية الامريكية.”

ونوهت هدى يوسفي الى ان التغير الذي شهدته السياسة الخارجية التركية لم يقتصر على العلاقات مع الدول الآسيوية، فالتواجد التركي في ليبيا ايضا كان ومايزال مثيرا للتوتر على حد قولها.

ومن وجهة نظر الكاتبة فإن الهدف الذي تسعى له تركيا منذ سنين هو التحول من لاعب اقليمي الى لاعب دولي نشط، وارسال قوات عسكرية الى ليبيا وسوريا والعراق، وتعاونها مع الناتو وروسيا وايران وعلاقاتها الوطيدة مع ماليزيا وباكستان وقطر خير دليل على ذلك.

وتختم الكاتبة الايرانية مقالها : “تركيا ستبذل قصارى جهدها مستقبلا للعب دور بارز خارج محيطها الاقليمي واتباع استراتيجية تهاجمية في القرن الـ21 . داخليا؛ عناصر الديمقراطية تتلاشى واحدة تلو الاخرى في تركيا اردوغان، بعد ان اقصى منافسيه وعزز حكمه من خلال تعديل الدستور وتحوله الى الآمر الناهي والرجل الأوحد في البلاد.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا