نيلسون مانديلا :  كان الامام الخميني ابن الاسلام المعروف وله نصيب كبير في ارشاد الاجيال المسلمة الحالية والقدمة نحو الطريق الصحيح.

راشد الغنوشي : تتجلى شخصية الامام الخميني بمثابة قائد عقائدي وسياسي وثوري يحمل على عاتقه الام جميع الناس .. هذه الشخصية في الواقع تبلور لتطلعات وامال الامة كافة.

راجيو غاندي : حينما رحل الامام الخميني فقد العالم قائدا دينيا وثوريا عظيما وذو نظرة واسعة.

ميخائيل غورباتشوف : كان يفكر أوسع من الزمن ولم يكن يتسع له بعد المكان .. لقد استطاع ان يترك اثرا عظيما على تاريخ العالم.

هنري كسنجر : لقد جعل اية الله خميني؛ الغرب يواجه ازمة حقيقية في التخطيط .. كانت قراراته مدوية كالرعد بحيث لاتدع مجالا للساسة والمنظرين لاتخاذ اي قرار .. لم يستطع احد التكهن بقراراته بشكل مسبق .. كان يتحدث ويعمل وفقا لمعايير اخرى تختلف عن المعايير المعروفة في العالم وكأنه يصله الالهام من مكان آخر .. ان معاداته للغرب نابعة من تعاليمه الالهية وكان خالص النية في معاداته ايضا.

محمد حسنين هيكل : الخميني رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي، لتستقر في قلب القرن العشرين.

ولد روح الله الموسوي الخميني في 24 سبتمبر عام 1902 في مدينة “خمين” التابعة لمحافظة مركزي وسط ايران.

انتصرت الثورة الإسلامية في ايران تحت قيادته عام 1979 والتي ادّت الى اسقاط الحكم البهلوي وتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية في ايران.

كان والده السيد مصطفى الخميني أحد علماء الشيعة حيث درس علوم الفقه و العلوم والمعارف الإسلامية في النجف الأشرف لعدة سنوات، وبعد أن بلغ مرتبة الاجتهاد عاد إلى إيران ليقيم في خمين ويصبح موجِّهاً للناس في أمور دينهم وعندما كان في طريقه من خمين إلى آراك اعترضه مسلحون اطلقوا النار عليه وأردوه قتيلا. وكان عمر روح الله الخميني خمسة أشهر آنذاك.

بعد اغتيال أبيه، امضى روح الله الخميني طفولته في أحضان والدته (هاجر) من أحفاد محمد حسين الخوانساري (صاحب زبدة التصانيف) ورعاية عمته (صاحبة خانم) وعند بلوغه الخامسة عشرة من عمره، فقَدَ هاتين الراعيتين.  

درس الخميني في مدينة خُمين حتى سن الـ 19 مقدّمات العلوم، بما فيها اللغة العربية والمنطق والأصول والفقه، وفي عام 1921م إلتحق بالحوزة العلمية في مدينة آراك ومنها الى مدينة قم لمواصلة الدراسة في حوزتها.

إبتدأ الخميني كفاءه السلمي ضد نظام الشاه في عنفوان شبابه، وواصله طوال فترة الدراسة بأساليب مختلفة، بما فيهما مقارعته للمفاسد الإجتماعية والإنحرافات الفكرية والأخلاقية.

رغم القاء الهزيمة بالشاه في قضية الاتحادات، إلا أن ضغوط أمريكا لتمرير إصلاحاتها لم تنقطع. لذلك أذاع محمد رضا بهلوي في بداية شتاء سنة 1963 مبادئه الإصلاحية الـ 6 وأعلن الاستفتاء العام عليها ضمن ما سماه “الثورة البيضاء”، فعاد الإمام الخميني لمناشدة مراجع الدين وعلماء الأمة في قم للاجتماع والتفكير في حل. وباقتراح من الإمام الخميني تمّت مقاطعة الاحتفال في «عيد نوروز» التراثي في بداية العام الشمسي 1342 ش (آذار 1963 م)، اعتراضاً على خطوات النظام.

وفي البيان الذي أصدره روح الله الخميني؛ وصف الثورة البيضاء التي أطلقها الشاه بـ “الثورة السوداء”، وأشار إلى تماشي الشاه مع الأهداف الأمريكية والإسرئيلية. وفي تجمع جماهيري كبير اعتبر الخميني “الشاه” بأنه الأداة الرئيسية للجرائم التي ترتكب في البلاد وأنه حليف لإسرائيل ودعا الجماهير إلى الثورة.

في يوم 13 خرداد المصادف  (3/6/1963 م) ألقى الإمام الخميني كلمته التي أشعلت شرارة إنتفاضة 15 خرداد، وقال فيها مخاطباً الشاه: “أنا أنصحك أيها السيد، يا حضرة الشاه، أن تقلع عن هذه الأعمال، إنهم يخدعونك يا سيد، أنا لا أرغب أن يرفع الجميع أيديهم بالشكر إذا أرادوا أن تسقط وتغادر… إذا أملوا شيئاً وأعطوه لك وقالوا لك اقرأه ففكّر فيه قليلاً… إسمع نصيحتي… ما العلاقة بين الشاه وإسرائيل حتى يقول مجلس الأمن: لا تذكروا إسرائيل بسوء… وهل الشاه إسرائيلي؟!

أصدر الشاه أوامره بإخماد الانتفاضة، قد رأى أنّ الحل الأمثل يكمن في نفي الإمام الى خارج إيران .. بدايةً أُلقي القبض على عدد كبير من أنصار الإمام الخميني ليلة 14 خرداد، وحاصر المئات من قوات الأمن الموفدين من طهران منـزل الإمام عام 1964، وألقوا القبض عليه، ونقلوه إلى سجن”قصر” في طهران.

وبعد اعتقاله، اقتيد مباشرة الى مطار مهر آباد بطهران، ومن هناك حيث كانت تنتظره طائرة عسكرية عليها رجال الأمن والشرطة فنقلوه إلى إلى العاصمة التركية أنقرة .. ونشر السافاك في عصر ذلك اليوم خبر نفي الإمام بتهمة التآمر على النظام.

على إثر ذلك الحدث، قامت المظاهرات في طهران، كما تمّ تعطيل الدروس في الحوزة. وفي نفس ذلك اليوم، تم اعتقال نجل الإمام السيد مصطفى الخميني ونفيه الى انقرة ايضاً.

وقامت قوات الأمن الإيراني والتركي المكلّفة بمراقبة الخميني، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي، وقد أحاطوه برقابة مشدّدة من قبل رجال أمن إيرانيين أُرسِلوا خِصّيصاً لهذه المهمة. بقي الإمام في منفاه بتركيا أحد عشر شهراً.

وقد حوّل روح الله الخميني تلك الإقامة الجبرية إلى فرصة ذهبية استغلّها لتأليف كتاب تحرير الوسيلة وإدراج المسائل المتعلقة بالجهاد والدفاع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لم تكن مطروحة قبل ذلك.

وفي يوم 5/10/1965  نُقِل برفقة ابنه “مصطفى” من تركيا الي منفاه الثاني بالعراق ليقيم في مدينة النجف الأشرف. ومن منفاه في النجف كان فضلاً عن انشغاله بتدريس الفقه لمرحلة البحث الخارج وعرضه للأسس النظرية لمبدأ الحكومة الإسلامية التي حملت عنوان ولاية الفقيه، كان يتابع بدقة الأحداث السياسية التي تشهدها إيران والعالم الإسلامي رغم كل الصعوبات الموجودة، وكان حريصاً على إيجاد قنوات الإتصال مع الثوريين في إيران.

وبعد 13 عاما وفي 4/10/1978  وبسبب ضغوط النظام العراقي وتضييق الخناق عليه غادر النجف قاصداً الكويت، لكن الكويت امتنعت عن استقباله امتثالاً للضغوط الملكية الإيرانية. وبعد مشورة ابنه “أحمد” قرر الهجرة إلى باريس، فوصلها يوم 6/10/1978م، وفي اليوم التالي استقر في منـزل أحد الإيرانيين في ضاحية “نوفل لوشاتو” وسرعان ما حضر مندوبو قصر الاليزة ليبلغوا الإمام الخميني ان الرئيس الفرنسي “ديستان”يؤكد ضرورة امتناع الإمام عن مزاولة أي نشاط سياسي، قبل ان يرد الإمام بصراحة وبشدة أن مثل هذه القيود تتعارض مع ادعاء الديمقراطية، وانه حتى لو اضطر إلى التنقل من مطار لآخر، ومن بلد إلى آخر فإنه سوف لن يتنازل عن أهدافه.

استمرت إقامة الإمام الخميني مدة أربعة أشهر في هذه الضاحية الباريسية جعل منها محط أنظار العالم وأهم مركز أخبار في العالم. وكان لإلقاء الإمام المحاضرات المتعددة واللقاءات الكثيرة مع الوفود التي انهالت من أنحاء العالم الدور المهم في افهام العالم آرائه حول الحكومة الإسلامية وأهداف ثورته.

والشعب الإيراني بدوره كان يصعّد من تحركه وثورته مع وصول توجيهات الإمام الخميني، فانتشرت المظاهرات، وعمّت الاضرابات التي شلّت المؤسسات الحكومية، واستبدل الملك رؤساء وزرائه الواحد تلو الآخر، ثم قدم اعتذاره للشعب عن حكمه وسلوكه، وقدم بعضاَ من أعوانه القدماء للمحاكمة، واطلق بعض السجناء السياسيين، لكن كل تلك الأعمال لم تمنع الثورة من الاتساع والاشتداد.

وعيّن الإمام الخميني شورى الثورة.

هرب الملك (الشاه) محمد رضا بهلوي يوم 16/1/1979م تحت حجة المرض وحاجته للاستراحة، فأدى هروبه إلى شد عزيمة الثوريين على النضال حتى اسقاط النظام.

وجاء قرار الإمام الخميني بعزمه على العودة إلى إيران، ليفجّر الفرح والسرور والأمل في قلوب انصاره، فقام النظام بالتشاور مع أمريكا وقررا أغلاق مطارات البلاد بوجه الرحلات الأجنبية. فتوجهت الجموع من أنحاء البلاد نحو طهران لتشارك مع أهالي طهران في تظاهرات مليونية تطالب بفتح المطارات، فرضخ النظام إلى ذلك وفتح مطار طهران الدولي، فهبطت الطائرة التي أقلت الإمام يوم 1/2/1979م بعد أربعة عشر عاماَ قضاها في المنفى.

في 8 من شباط 1979 م، جاء منتسبو القوة الجوية لمبايعة الإمام في مكان إقامته في المدرسة العلوية في طهران، وشارف الجيش الملكي على السقوط. وفي اليوم التالي قام منتسبو القوة الجوية في أهم قاعدة لهم في طهران بالتمرّد على الشاه، فبادرت قوات الحرس الملكي للقضاء على حركة التمرد، فهبّت الجماهير لدعم هذه القوات الثورية.

وفي العاشر من شباط، كانت أغلب مراكز الشرطة ومراكز الدولة قد سقطت بأيدي الجماهير. إذ أعلن القائد العسكري لمدينة طهران عن تمديد فترة حظر التجول في بيان عسكري أصدره، وبالتزامن مع ذلك عقد “بختيار” اجتماعاً طارئاً أصدر على إثره أوامره في القيام بالإنقلاب العسكري الذي كان معدّاً له سابقاً من قبل الجنرال الأميركي “هايزر”.

ولأجل الحيلولة دون نجاح المؤامرة، أصدر الإمام الخميني أوامره للجماهير بالنزول إلى الشوارع وإلغاء قرار منع التجوّل بشكل عمليّ؛ فاندفعت الجماهير رجالاً وأطفالاً ونساءً نحو الشوارع، وما إن غادرت طلائع القوات الإنقلابية قواعدها حتى سيطرت عليها الجماهير، ففشل الإنقلاب من ساعاته الأولى. وبذلك فإن آخر معاقل النظام الملكي قد سقط، وفي صباح الحادي عشر من شهر شباط، تم الاعلان عن انتصار نهضة الإمام الخميني والثورة الإسلامية.

وخلال عشرة اعوام واربعة اشهر من حياته بعد اقامة نظام الجمهورية الاسلامية في ايران؛ قاد الامام الخميني البلاد في مواجهة تحديات كبرى وابرزها الحرب مع نظام صدام لمدة ثماني سنوات.

في الثالث من حزيران عام 1989م توفي روح الله الخميني عن عمر يناهز 87 عاماً. ودفن بالقرب من مقبرة جنة الزهراء (بهشت زهراء) إلى جانب ضريح شهداء الثورة الإسلامية، المكان الذي أصبح يسمى فيما بعد حرم الإمام الخميني.

ترك الإمام جملة من المؤلفات منها وصيته السياسية ومجموعة مؤلفة من 22 جزءاً باسم “صحيفة الإمام الخميني” كذلك جمعت أشعاره في “ديوان الإمام” كما جمعت دروسه في الحوزة العلمية تحت عنوان “تقريرات الإمام الخميني”.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا