لاعب واحد فقط في تاريخ لعبة كرة القدم نجح في تسجيل أكثر من 100 هدف على المستوى الدولي، وهو ما جعله يتخطى في ذلك لاعبين عظماء على مر العصور أمثال بيليه وبوشكاش ونجوم معاصرين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

هذا اللاعب هو أسطورة المنتخب الإيراني علي دائي، الذي سجل بشكل لا يصدق 109 أهداف خلال 149 مباراة دولية، إحصائية مذهلة، جعلت موقع الاتحاد الاسيوي يسلط الضوء عليه في سلسلة تقارير “نجوم آسيا”.

– العمر: 48 عاماً
– الأندية: استقلال أردبيل، تاكسيراني، تجارت بنك، برسبوليس، السد، أرمينيا بيليفيلد، بايرن ميونيخ، هرتا برلين، الشباب الإماراتي، سابا باتري، سايبا
– المباريات الدولية: 149 – (الأهداف 109)

البداية

بعد أن بدأ مسيرته في كرة القدم في سن مبكرة في العام 1988، وجد علي دائي لنفسه طريقاً للشباك بعد انتظامه في اللعب، وقد نجح نادي برسبوليس أحد عمالقة أندية طهران في التعاقد مع المهاجم الشاب في العام 1994، في الوقت الذي كان ينتظر فيه اللاعب تسجيل أول أهدافه مع المنتخب الإيراني.

وبعد حصوله على لقب الدوري المحلي موسم 1995/1996 مع فريقه برسبوليس، غادر دائي في وقت لاحق من ذلك العام للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات، وهو ما أنبأ العالم إلى قدوم أحد المواهب التي من شأنها أن تجعل منه واحداً من المهاجمين الأكثر خطورة أمام المرمى من أي وقت مضى، وسيكون هذا المهاجم من قارة آسيا.

مباراة مفصلية في مسيرة دائي

نجح دائي في إحراز هدف خلال مباراة منتخب بلاده في الجولة الأولى من نهائيات كأس آسيا 1996، قبل أن تتأهل إيران للدور ربع النهائي على رأس مجموعتها، إلا أن ذلك لم يكن مهما ً بالنسبة للكثيرين مقارنة بما حدث فيما بعد.
 

بعد أن كانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 2-2 منتصف الشوط الثاني أمام منتخب كوريا الجنوبية في الدور ربع النهائي، تولى المهاجم الخطير دائي تسجيل هدف التقدم 3-2 لمنتخب إيران عند الدقيقة 66، قبل أن يعود ذات اللاعب ويحرز ثلاثة أهداف كاملة مسجلاً بذلك سوبر هاتريك في المباراة، ليقود منتخب بلاده لتخطي المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة كبيرة 6-2 والتأهل للدور قبل النهائي الذي خسر خلاله المنتخب الإيراني أمام المنتخب السعودي بفارق الركلات الترجيحية محتلاً بعد ذلك المركز الثالث في البطولة.

وقال دائي في وقت سابق من هذا العام لموقع الاتحاد الآسيوي، والذي أنهى البطولة في صدارة الهدافين بثمانية أهداف: لقد غيرت هذه المباراة حياتي الرياضية، خاصة بعد أن تم انتقالي للعب في ألمانيا، إذ تغيرت حياتي تماماً.

الالتزام في المانيا

في عمر الـ28 عاماً، جاء الوقت الذي سيختبر فيه المهاجم الإيراني نفسه في ألمانيا، وبعد موسم واحد من التحاقه بنادي أرمينيا بيلفيليد، كان في طريقه للعب في صفوف أكبر الأندية على مستوى العالم نادي بايرن ميونيخ.
 

BARCELONA, SPAIN – NOVEMBER 04: CHAMPIONS LEAGUE 98/99 FC BARCELONA – FC BAYERN MUENCHEN 1:2; Ali DAEI/BAYERN (Photo by Martin Rose/Bongarts/Getty Images)

وبعد عام من تواجده في الدوري الألماني كان دائي أول لاعب إيراني يشارك في دوري أبطال أوروبا، وحقق مع فريقه بايرن ميونيخ مركز الوصيف في البطولة، كما أحرز الفريق البافاري لقب الدوري المحلي، ثم انتقل المهاجم الإيراني منتصف العام 1999 إلى نادي هرتا برلين، وهو العام الذي شهد فوزه بجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا.

أمضى دائي ثلاث سنوات في نادي العاصمة الألمانية، كان أبرزها إحرازه هدفين خلال الفوز أمام تشيلسي الإنكليزي 2-1 في دوري أبطال أوروبا، وهدف آخر أحرزه في ملعب سان سيرو معقل فريق ميلان الإيطالي في ذات البطولة.

وقال دائي الذي عاد إلى قارة آسيا للعب في صفوف الشباب الإماراتي في العام 2002: تعلمت أشياء كثيرة خلال تواجدي في ألمانيا، وأحد أهم هذه الأشياء التي أركز عليها حالياً خلال إشرافي على الفرق الإيرانية هو الانضباط الذي تعلمته هناك.

إنجاز تاريخي

بعد مرور عام على انتقال دائي للعب في ألمانيا، خاص المنتخب الإيراني المنافسة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا عام 1998، وذلك بعد 20 عاماً من أخر ظهور لإيران في نهائيات كأس العالم.
 

قدمت البطولة واحدة من أكثر المباريات التي لا تُنسى في تاريخ إيران، وذلك عندما حقق المنتخب الإيراني الفوز 2-1 على نظيره منتخب الولايات المتحدة الأميركية في مباراة استحوذت على اهتمام العالم.

وعلى الرغم من أن دائي لم ينجح في التسجيل خلال ذلك اللقاء، إلا أنه كان وراء تمرير كرة حاسمة لزميله مهدي مهدوي كيا الذي نجح بدوره في تحقيق هدف الفوز الثاني الحاسم الذي أعطى أول فوز للمنتخب الإيراني في كأس العالم.

لكن الهزيمة أمام يوغوسلافيا وألمانيا على التوالي بعد الانتصار أمام الولايات المتحدة، أدى لخروج الإيرانيين من دور المجموعات، إلا أن دائي يصر على أن هذا الجيل من اللاعبين الذي مثل إيران في كأس العالم 1998، كان أفضل منتخب وطني لعب معه.

استمرار الأهداف

سجل دائي ثلاثة أهداف أخرى مع المنتخب الإيراني خلال منافسات كأس آسيا في لبنان عام 2000، حيث وصلت إيران للدور ربع النهائي، وبتسجيله 20 هدفاً دولياً في العام 2000، كان ذلك أكثر من أي لاعب آخر في العالم يحققه مع منتخب بلاده.
 

بعد ذلك تمكن المهاجم الإيراني من إحراز 10 أهداف مع منتخب بلاده خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002، قبل أن يخسر المنتخب الإيراني أمام منتخب جمهورية آيرلندا في مباراة الملحق، ليغيب جيل ذهبي من لاعبي المنتخب الإيراني عن نهائيات كأس العالم.
 
وفي نهاية العام 2003، حقق دائي أكبر إنجاز له بعد إحرازه هدفاً أمام منتخب لبنان، تجاوز من خلاله الأسطورة بوشكاش بعد أن أصبح المهاجم الإيراني أعلى هداف على المستوى الدولي بإحرازه الهدف الـ85.

ثلاثة أهداف أخرى سجلها دائي في نهائيات كأس آسيا 2004، حيث خرج المنتخب الإيراني من الدور قبل النهائي بعد الخسارة أمام المُستضيف المنتخب الصيني بفارق الركلات الترجيحية، في حين غادر علي دائي وفي رصيده 14 هدفاً خلال مشاركته في بطولات كأس آسيا، وهو رقم قياسي لا يزال قائماً إلى يومنا هذا.

الهدف المئة

بقي دائي يحرز الأهداف بشكل لا يصدق، وأصبح أول لاعب من الذكور يصل إلى 100 هدف مع منتخب بلاده، وذلك بعد تسجيله أربعة أهداف أخرى أمام منتخب لاوس في العام 2004، في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا.


وجاء الهدف 109 والأخير لدائي مع المنتخب الإيراني خلال الفوز 3-2 في مباراة ودية أمام منتخب كوستاريكا شهر آذار/مارس 2006، قبل أن يتم إقصاء منتخب إيران من دور المجموعات في نهائيات كأس العالم في ألمانيا، ليعلن المهاجم الإيراني الشهير بعد ذلك اعتزاله اللعب على المستوى الدولي.

وقال دائي: أعتقد أن رقمي القياسي في عدد الأهداف الدولية المُسجلة يبقى فخراً لكرة القدم الايرانية وليس لي فقط، خاصة أنه جاء بعد جهد العديد من زملائي اللاعبين البارزين الذين كانوا يلعبون إلى جانبي في المنتخب الوطني، وهذا نعمة من رب العالمين، وأعتقد أن جميع الأرقام القياسية عادة ما يتم تحطيمها، لذلك ربما سيتم تحطيم رقمي القياسي مستقبلاً.

ماذا بعد ذلك؟
 

في العام التالي واصل دائي الفوز في دوري المحترفين الإيراني كلاعب ومدرب مؤقت مع نادي سايبا  قبل أن يعلن اعتزاله رسمياً لعب كرة القدم، ليشغل دائي بعد ذلك منصب المدير الفني للمنتخب الإيراني الأول، وناديي برسبوليس ونفط طهران، في حين يعمل حالياً كمدرب رئيسي لنادي سابيا مرة أخرى.

وبوجود المهاجم الإيراني في قاعة المشاهير داخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في العام 2014، ستعيش أسطورة علي دائي لسنوات قادمة.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا