وصلت الدولة الصفوية قمة مجدها في عهد الشاه عباس، الذي لُقّب بـ”الكبير”. تولى الشاه عباس الحكم في سنة 1588 للميلاد وهو لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره، فكانت الدولة الصفوية عندما تسلم الشاه عباس زمام الأمور فيها مهددة بالخطر الماحق من الحدود الشرقية والغربية معا، فإضافة إلى خطر العثمانيين من الغرب كان هناك خطر دولة الأوزبك من الشرق، ولحل هذه الأزمة تصالح مع العثمانيين وتعهد لهم أن يسلمهم مناطق فی اذربايجان وجورجيا وقسما من لورستان، وتفرغ لمجابهة الأوزبك واستطاع أن ينزل بهم هزيمة كبيرة في سنة 1597  وهكذا بدأ عصر جديد، يُعتبر “عصرا ذهبيا” من تاريخ بلاد فارس.

إضافة لدفع الأوزبك حارب الشاه عباس العثمانيين واستعاد المناطق التي قد احتلوها كما واستولى على البحرين وقشم وهرمز أيضاوفي آخر عام من عمره أمر بمهاجمة البصرة ، وهو قصد مازندران حيث توفي في طريقه إلى هناك ونقل جثمانه الى كاشان.

رغم ازدهار الدولة الصفوية وتقدمها إبان حكم الشاه عباس إلا أنها أخذت تنحو نحو الانحدار بعد وفاته فكان الشاه عباس يسيء معاملة أولاده ولم يحاول في تنشئة خلف جدير له، الأمر الذي سبب في وقوع المُلك بيد ملوك ضعاف وهكذا أخذت عظمة الدولة واحترامها يقلان.

فبعد الشاه عباس تولى حفيده الشاه صفي، ثم ابنه الشاه عباس الثاني، ثم سليمان الأول، وأخيرا الشاه حسين الأول الذي تنازل للافغانيين عن العرش بعد أن حاصروا اصفهان العاصمة، وبه تنتهي السلسلة الصفوية، ليلجس محمود الأفغان على العرش.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا