لا يَمُر المشهد “الوهمي” عبر إعدادات الجيش الأمريكي، وقوّاته البحريّة تحديدًا، بعد أن أقدمت إيران، على استحضار نسخة من حاملة طائرات أمريكيّة “وهميّة” صنعتها، وقامت بمُهاجمتها، في مشهدٍ لافتٍ، واستفزازيّ للولايات المتحدة الأمريكيّة، وأسطولها البحري، الذي تُباهي به كقوّة عُظمى لا تُقهر.

الرسائل الإيرانيّة من هذا التدريب الوهمي خلال مناورات الرسول الأعظم في مضيق هرمز، كثيرة، أوّلها وفق مُعلّقين، أنّ البحريّة قادرةٌ على تنفيذ مثل تلك الهجمات في حال اندلاع مُواجهة مع أمريكا، والتهديدات الإيرانيّة، ليست فقط حبرًا على ورق، الأهم من ذلك توقيت التدريب، ومُحاكاة الهُجوم على الحاملة الأمريكيّة، في خضم توتّرات مع الدولة العُظمى أمريكا، وانفراط عقد الاتفاق النووي معها.

المتحدّثة باسم الأسطول الخامس الأمريكي المُتمركز في البحرين، علّقت على ما وصفته التدريب الهُجومي الإيراني، وقالت إنها لا تعلم ما تأمل منه إيران في تحقيقه من صناعة هذا النموذج، أو القيمة التكتيكيّة من استخدام هذا النموذج، في تدريب أو سيناريو هُجومي.

المُتحدّثة ذاتها، ريبيكا ريباريتش، بدا أنها تُقر بشكلٍ أو بآخر بقدرة هذا الهُجوم “الوهمي” على تحقيق أهدافه، أو ما أسمته “القيمة التكتيكيّة”، حيث أكّدت ثقتها الثابتة بالمُقابل في قُدرة قوّاتنا البحريّة، الدفاع عن نفسها، ضد أي تهديد بحري، واللافت أنّ مهمّة هذه القوّات البحريّة الأمريكيّة عادةً الهُجوم للاحتلال، وإسقاط الأنظمة المُعادية لأمريكا، وقلّما تأخذ وضعيّة الدفاع، ضد أي “تهديد بحري” على حد وصف ريباريتش، والنظام الإيراني واحد من تلك الأنظمة المُعادية لها، والتي ترغب بإسقاطه، سلماً، أو حرباً.

وفي مشهد العمليّة، حيث الصورة التي التقطتها شركة “ماكسار تكنولوجيز”، أظهرت تقدّم قارب إيراني سريع نحو الحاملة الوهميّة التي تحمل 16 مجسّم طائرة، وقام زورق آخر بنجاح بسحبها، إلى داخل المضيق من ميناء بندر عباس الإيراني، حيث عمليّة تشمل السيطرة والهُجوم معاً على “العدو” وفق توصيف الأدبيّات الإيرانيّة.

حاملة الطائرات الأمريكيّة أو الإيرانيّة الوهميّة، تُشبه إلى حدٍّ كبير، الحاملات الأمريكيّة من طراز “نيميتز”، والتي يستخدمها الأسطول الأمريكي عادةً لضبط أمن الملاحة، داخل الخليج، وليس عابرًا وفق خبراء، أن تُحاكي البحريّة الإيرانيّة تدريباً يُهاجم مجسّم ذات الطراز (نيميتز)، وفي تزامن دخول الأصليّة أيضاً مياه الشرق الأوسط، آتيةً من المُحيط الهندي.

كُل هذا بطبيعة الحال، كشفته صور الأقمار الصناعيّة، ولم يتحدّث عنه علناً المسؤولون الإيرانيّون، لكن السلطات الإيرانيّة، تُدرك تماماً، أو تتعمّد إجراء التدريب الوهمي تحت أعين أعدائها، وخُصومها، حيث هي، وحلفاءها في المنطقة، توجّه لهم اتّهامات، بتهريب الأسلحة لحركات المُقاومة، وتنفيذ عمليّات نوعيّة، وسريّة، ضد أهداف أمريكيّة، وإسرائيليّة، ويعلم العالم بها بعد تنفيذها للمُفارقة.

وبالرّغم أنّ الرّد الإيراني، على “تحرّش” مُقاتلة أمريكيّة، بطائرة مدنيّة إيرانيّة (ماهان) فوق سماء سورية، لم تتوضّح معالمه بعد، أو أنه سيجري في الأطر الدبلوماسيّة، كون الحادثة اقتصرت لعلها على الإهانة المعنويّة لإيران، دون خسائر في الأرواح البشريّة، اعتبرت صحيفة “همشري” اليوميّة الإيرانيّة، إن الهدف من المُناورة والمُحاكاة الوهميّة، الرّد على حادثة الطائرة، وهو ما يطرح تساؤلات عن استعداد فعلي وحقيقي للانتقام اللاحق، في حال اندلاع المُواجهة، أو التوقّف عن استفزاز الإيرانيين، والذين بات موضع تأنّيهم بالرّد، موضع انتقادات. صحيفة رأي اليوم

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا