رأي – محمد باقر علي : في اول تصريح لمسؤول عسكري ايراني رفيع تعليقا على الحريق الهائل الذي اندلع في بارجة امريكية قبل أيام في قاعدة سان دييغو والذي أدى الى اصابة العشرات من قوات البحرية الأمريكية، قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني العميد“اسماعيل قاآني” إن ما حدث للبارجة الامريكية هو نتيجة العمل والسلوك والجرائم التي إرتكبتها الادارة الأمريكية.

مايلفت الانتباه في كلام خليفة الشهيد قاسم سليماني هو ان “هناك أياما عصيبة تنتظر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني” وان “الايام الصعبة لم تحن بعد.” وهنا مربط الفرس، ففي ظل توقع بعض التقارير ان يكون سبب حادث حريق “يو إس إس بونهام ريتشارد” هجوما إلكترونيا وانه كان بفعل فاعل، هل يا ترى يمكن ان يفسر هذا الكلام بأن حرس الثورة الاسلامية يقف خلف الحادث؟ خاصة وان الولايات المتحدة لم تعلن حتى الان عن اسبابه؟ بالتأكيد لايمكن الإجابة عن هذا السؤال بسهوله.. ولكن يمكن الإجابة عن السؤال الذي يتبعه وهو ما دوافع حرس الثورة للقيام بهكذا عملية؟

للإجابة عن هذا السؤال ينبغي ان نعود قليلاً الى الوراء وتحديدا للحادث الذي وقع في مكان مخصص لإنتاج أجهزة طرد مركزية في منشأة نطنز النووية والذي مازال الغموض يسيطر عليه .. فقد كثر الحديت عن ضلوع الكيان الصهيوني في هذا الحادث، حيث قال في وقته مستشار مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي “ايدي كوهين” في تغريدة له عبر التويتر ونقلا عن مصادر استخباراتية غربية، “ان اسرائيل هي التي قامت بقصف منشأة نطنز الايرانية وذلك عبر مقاتلات F16 ودمرتها؛ بعد ان تزودت بالوقود في سماء دولة خليجية.”

ورغم ان هذه التصريحات اثارت سخرية العديد من الاعلاميين و الخبراء العسكريين في ايران عبر منصات التواصل الاجتماعي الا انها ان صحت فأن تل أبيب، لا تجرؤ على القيام بهذا العمل بدون ضوء أخضر من أمريكا. واذا صح ايضا فان من الواضح ايضا ان كيان الاحتلال والولايات المتحدة يسوئهما البرنامج النووي الايراني ولا يدخران جهدا للقضاء عليه.

ولعل من اهداف هذا التخريب وامثاله سواء في منشاة بارتشين العسكرية ومحطة كهرباء اهواز والمركز الطبي في طهران – ان كان تخريبا – هو جر ايران الى رد عسكري كي ترفعه كقميص عثمان في الاوساط الدولية خاصة في هذا التوقيت الهام وقبل بضعة اشهر من الـ18 من اكتوبر القادم حيث ستقطف فيه طهران احدى ثمار الإتفاق النووي برفع الحظر العسكري والقيود المفروضة عليها في بيع وشراء السلاح. مع ذلك يبقى السؤال الملح هو: هل السنة اللهيب المتصاعدة من البارجة الأميركية رد على حادثة منشأة نطنز؟
كاتب ايراني

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا