زعم كيان الاحتلال الإسرائيليّ مؤخرًا أنّه شارك وساهم إلى حدٍّ بعيدٍ في قيام الولايات المُتحدّة الأمريكيّة باغتيال القيادييْن الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد الدوليّ، في الثالث من شهر كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، وكان هذا الزعم، الذي صدر على شكل تسريباتٍ لوسائل الإعلام العبريّة والغربيّة، دون أنْ تُعلِن رسميًا أو علنيًا مسؤوليتها عن المُشاركة في عملية اغتيال الشهيديْن سليماني والمُهندس.
وفي السياق عينه، عبّرت إسرائيل عن خشيتها من أنْ تقوم إيران باستخدام العراق كنقطةٍ إستراتيجيّةٍ لإمطار كيان الاحتلال بالصواريخ طويلة المدى، كما فعل الرئيس العراقيّ السابق، الشهيد صدّام حسين، في العام 1991، عندما أطلق الجيش العراقيّ 39 صاروخًا على عمق الدولة العبريّة.
إلى ذلك، حذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من خطورة انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وترك المجال مفتوحًا أمام النفوذ الإيرانيّ، على اعتبار أن هذا التطور سيمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الإستراتيجية لإسرائيل.
وبحسب موقع “i24 news” الإسرائيلي، جاء في تقرير أعده الباحث إلداد شفيط، أنّ الحكومة الأمريكية ترى في تعيين رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي رئيسًا للوزراء العراقي فرصة لتعميق قبضة الولايات المتحدة على البلاد، في محاولة لتحدّي جهود إيران لتأسيس نفوذها عليها.
وأشار الموقع إلى أنّه من المرجح أنْ يكون “الحوار الاستراتيجي” المتوقع أن يحدث بين الولايات المتحدة والعراق مفترق طرق في العلاقات بين البلدين، ومن الممكن أنْ تؤثر نتائجه على مستقبل الوجود العسكريّ الأمريكيّ في العراق، بحسب الباحث شفيط.
وأوضح الباحث في سياق ورقته البحثيّة أنّ لإسرائيل مصلحة واضحة في نجاح الحوار بين الدولتين، بالنظر إلى أنّ الانسحاب الأمريكي من العراق سيترك إيران دون منافسين رئيسيين كلاعب مهيمن في هذا المجال، وإلى جانب الحاجة إلى الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، يجب على إسرائيل توخي الحذر ومراعاة أن العمليات العسكرية العراقية قد تؤثر سلبًا على المصالح الأمريكية وتؤثر على نتيجة الحوار مع العراق، على حدّ قوله.
وقال شفيط: إنّ الانسحاب الأميركي من العراق يعني السماح لإيران بتوظيف العناصر المسلحة الموالية لها في تعزيز حضورها العسكري والاقتصادي، مشددًا في الوقت عينه على أنّ لإسرائيل مصلحة في أنْ ينتهي الحوار الإستراتيجي إلى توافق إدارة ترامب وحكومة الكاظمي الجديدة على السماح للقوات الأمريكية بمواصلة التمركز بالأراضي العراقية، طبقًا لأقواله.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قد أدلى بتصريحاتٍ خلال مؤتمرٍ صحافيٍّ عقده في العاصمة الأوكرانية كييف، تطرّق خلالها بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ واستثنائيٍّ للهجمات المجهولة التي شهدتها العاصمة العراقيّة بغداد مؤخرًا، ضدّ مواقع تابعة لمليشيات الـ”حشد الشعبيّ” التي “تُتهّم بأنّها موالية للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران”، على حدّ قول المصادر في تل أبيب.
وقال موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ في تقريرٍ له إنّ تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن الهجمات في العراق تعد تصريحات استثنائية، حيثُ ردّ على أسئلة في هذا السياق بقوله إنّ الدولة العبريّة ستعمل أينما تطلب الأمر ذلك، مضيفًا في الوقت عينه: لم ينتهِ الأمر بعد، على حدّ تعبيره.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّ إيران لا تمتلك حصانة في أيّ مكانٍ، مُتابِعًا بأنّ الكيان سيعمل ضدّ البلد الذي يقول أنّه بصدد إبادتنا أينما تطلب الأمر ودون توقفٍ، ووفقًا للتقرير في الموقع الإخباريّ-العبريّ توجّه لنتنياهو أحد الصحافيين بسؤالٍ: بما في ذلك داخل العراق؟، فكان ردّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بالقول: لم أٌقيِّد نفسي، طبقًا لتعبيره.
وفي وقتٍ سابقٍ، ردّ بنيامين نتنياهو على سؤال وجّهه مراسل موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة ضمن الوفد الصحفي الذي كان مُرافِقًا له، حول الهجمات التي استهدفت مواقع بالعاصمة العراقية، وقال إنّ إسرائيل تعمل بشكلٍ ممنهجٍ من أجل منع إيران من ترسيخ أقدامها في سوريّة، كما أكّد في معرض ردّه على السؤال.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، كرّر رئيس الوزراء الإسرائيليّ التأكيد على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران لا تملك ما أسماها بالحصانة في أيّ مكانٍ، وتابع قائلاً: أعني ما أقول، تقول إيران إنّها ستُبيد إسرائيل، وتعمل على خلق قواعد لإطلاق الصواريخ وإرسال الخلايا الإرهابية إلينا، من ناحيتي لا يمتلك الإيرانيون أيّ حصانةٍ، سنعمل ضدّهم في أيّ مكانٍ، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو.

المصدر : رأي اليوم

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا