عد تقرير لصحيفة “العرب” اللندنية، زيارة وزير الطاقة الايراني رضا أردكانيان الى بغداد “محاولة لمنع” الربط الكهربائي بين العراق والسعودية.  

وذكرت صحيفة “العرب” ان رئيس الحكومة العراقية يملك ملفات عديدة في إمكانه أن يستعملها من أجل تغليب مصلحة العراق على استمرار العلاقة غير المتكافئة مع إيران”، مبيناً ان زيارة الوفد الإيراني تأتي بعد الأجواء المبشرة التي عبرت عنها زيارة المبعوث العراقي الخاص، وزير المالية علي علاوي، إلى السعودية، الشهر الماضي”.  

وفيما يلي نص التقرير الذي أوردته الصحيفة :

تتحرك طهران بشكل استباقي لقطع طريق العراق نحو بناء أي تفاهمات في ملف الكهرباء مع السعودية، وفقا لما كشفته زيارة وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان والوفد المرافق له إلى بغداد يوم الأربعاء، حيث التقى عددا من كبار المسؤولين، بينهم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ورئيس الجمهورية برهم صالح.  

وجاءت زيارة الوفد الإيراني بعد الأجواء المبشرة التي عبرت عنها زيارة المبعوث العراقي الخاص، وزير المالية علي علاوي، إلى السعودية، الشهر الماضي، بشأن إمكانية التعاون الوثيق بين بغداد والرياض في مجالات الطاقة والاقتصاد.  

وخلال استقبال الكاظمي لأردكانيان “جرى بحث فرص التعاون في مجال الطاقة، وبالأخص الكهرباء وتنمية العلاقات والتعاون الثنائي بين العراق وإيران”.  

وقال الكاظمي إن “العراق يحرص على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه”، مشيرا إلى أن برنامج الحكومة الأساسي يتضمن السعي إلى “تطوير نطاق التعاون الخارجي وزيادة تبادل الخبرات”.  

من جهته، أكد الرئيس برهم صالح “ضرورة التنسيق المشترك وتوسيع آفاق التعاون بين العراق وإيران لاسيما في قطاعي الكهرباء والمياه بما يحقق التطور والرفاهية للشعبين الجارين”.  

وجدد أردكانيان “استعداد بلاده لمواصلة التعاون ودعم العراق في المجالات كافة، ورغبتها الجادة في الاستثمار في مجال الطاقة وتوسيع شبكات الكهرباء وتبادل الخبرات”.  

إلا أن مصادر قريبة من حكومة الكاظمي قالت إن تصريحات الرئيس العراقي بشأن آفاق التعاون مع إيران ليست ملزمة لأحد وبالأخص لرئيس الحكومة الذي قد يقرر ما يخالفها، تبعا لما يراه نافعا لمصلحة العراق.  

ويملك الكاظمي ملفات عديدة في إمكانه أن يستعملها من أجل تغليب مصلحة العراق على استمرار العلاقة غير المتكافئة مع إيران، في مقدمتها الملف الاقتصادي، وهو ملف متشعب وثقيل الوطأة لما يتضمنه من تكلفة مالية عالية.  

ويمكن أن تقدم إيران أسعارا تنافسية لمنع أي صفقة يوقعها العراق مع السعودية لتزويده بالكهرباء. ولكن مشكلة إيران، وفق مصادر سياسية عراقية، لا تكمن فقط في القيمة المادية التي ينطوي عليها استمرارها في تزويد العراق بالكهرباء بل تتعداها إلى تشابكات نفوذها الأمني والسياسي.  

وذكرت مصادر مطلعة أن حكومة الكاظمي تفكر جديا في تفعيل الربط الكهربائي مع السعودية، ما قد يغني العراق عن إنفاق مليارات الدولارات سنويا لشراء الكهرباء والغاز اللازم لتوليدها من إيران.  

وتمثل مبيعات الكهرباء والغاز الإيرانية إلى العراق شريانا حيويا للاقتصاد الإيراني الذي أرهقته العقوبات الأميركية، على خلفية البرنامج النووي.  

وتتزامن التحركات الإيرانية في بغداد مع وصول وفد أميركي لبدء مفاوضات مع العراق بشأن مستقبل العلاقات بين بغداد وواشنطن.  

ولا يستبعد مراقبون أن تشجع الولايات المتحدة خلال هذه المفاوضات العراق على التوجه نحو دول الخليج، بدلا من إيران، للحصول على حاجته من إمدادات الكهرباء.  

ومددت الولايات المتحدة مدة استثناء العراق من تطبيق عقوباتها على إيران بسبب حاجة بغداد الملحة خلال الصيف الجاري إلى استيراد الكهرباء، لكنها أعلنت أنه سيكون الاستثناء الأخير، ما يجبر العراق على البحث عن موردين جدد.  

وسيتعين على طهران أن تضغط على بغداد بشدة لمنعها من الالتزام بأي تعهدات للأميركيين تتعلق بالامتناع خلال المستقبل القريب عن استيراد الطاقة من إيران، في ظل المقبولية الكبيرة التي تحظى بها إدارة الكاظمي لدى دول الخليج والولايات المتحدة.  

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا