في ربيع كلِ عام يبدأ موسم تحضير وتقطيف الورود في ايران خاصة ورد المحمدي (نسبة الى النبي محمد) وهو نوع من انواع الجوري الاحمر بلون وردي ذو رائحة زكية، وتقطيره وتحوليه الى ماء الورد الصافي، وينتهي الموسم اواخر شهر ايار/مايو في مدينة كاشان الايرانية وتحديدا في قريتي “قمصر ونياسر” بحضور آلاف السياح من كل انحاء العام.

اعتاد اهل مدينة كاشان على زراعة الورد المحمدي منذ آلاف السنين، ومراسم صناعة وتقطير ماء الورد تعود الى ما يقارب الالف سنة على يد العالم الإيراني الشهير “ابن سينا”.

يخرج المزارعون من ساعات الفجر الأولى خلال أيام الأشهر القليلة التي تنمو فيها الوردة المحمدية، يعبّئون أكياساً من الورد من المزارع الخاصة به، وينقلونها إلى ورش صغيرة، معظمها أشبه بمحال لبيع ماء الورد، حيث يقطرون الورود باتّباع الطرق التقليدية القديمة، ويعبئونه امام الملأ، ليمتلئ المكان برائحة عبقة، وبحلول الظهر يكون الورد في قدور كبيرة خاصة وتشتعل تحتها ناراً قوية وتغلق بإحكام ليصفّى ماء الورد في أواني التقطير النحاسية التي تصب فيها المياه المتبخرة من وعاء الورد، ويترك بعد ذلك لتترسب الشوائب، ويتم جمع طبقة رقيقة من على سطح أواني النحاس الضخمة، وتمثل هذه الطبقة عطر الورد والذي تعد كميته قليلة جدا مقارنة بالماء لكن سعره أغلى بكثير.

ويجمع الناتج من ماء الورد ليترك مدة اربعين يوماً حتى تترسب الشوائب، بعدها يتم تخزينه في وعاء من الفخار ثلاثة اشهر ليعبأ المنتج في عبوات زجاجية لتباع في الاسواق المحلية والعالمية.

ويتمتع ماء الورد بخواص عديدة منها في مكافحة الميكروبات ويستخدم للتخلص من البكتيريا، كما أنه مؤثر جدا في الحفاظ على نعومة الجلد وتنقيته ويساعد على تفتيح المسامات وينشط الدورة الدموية عند تدليك الجسم به، وينصح السيدات بإستعمال ماء الورد لتنظيف البشرة بدلا من المواد الكيمياوية، كما يستخدم في الطبخ وصناعة الحلويات، ولتعطير الأماكن والمراقد الدينية في ايران.

وتنتج مدينة كاشان التي تعتبر جنة وعاصمة ماء الورد في العالم آلاف الأطنان من ماء الورد وتصدر حوالي ٨٠٠ طن من منه سنويا إلى مختلف الدول.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا