تقع مدينة شوشتر على هضبة صغيرة عند منطقة التقاء “نهر كارون بأحد روافده الثانوية، في جنوب غرب إيران، وتوجد فيها العديد من البيوت الحجرية الفخمة، والتي تحتوي على سراديب وتعتبر مكاناً وملجأ بارداً من حرارة الصيف القوية؛ وتعتبر المدينة الأقدم في ايران وموطن اول حضارية ايرانية واحدى اقدم المدن على صعيد العالم.

يعتبر نظام شوشتر الهيدروليكي التاريخي للري عملاً فنياً إبداعياً وعبقرياً، يعود إلى داريوش العظيم في القرن الخامس قبل الميلاد، ويشتمل هذا العمل على بناء قناتي تحويل رئيسيتين على نهر الكارون لنقل المياه من هذا النهر، وواحدة من هاتين القناتين هي : “قناة جارجر” التي ما زالت حتى يومنا هذا تستخدم لتوفير المياه في مدينة شوشتر من خلال سلسلة من الأنفاق التي تزود الطواحين بالمياه، حيث تكوّن جرفاً مذهلاً تتدفق منه شلالات المياه نحو حوض مجرى النهر، لتصل بعد ذلك إلى السهل الذي يقع في جنوب المدينة للمساعدة على زراعة العديد من البساتين، وتوفير مساحة زراعية من الأرض تبلغ حوالي 400 كيلومتر مربع.

تبدو مدينة شوشتر التاريخية اقرب لمشهد اسطوري او لوحة خيالية لكنها في الحقيقة أغرب من ذلك بكثير لأن ما تشاهدونه في هذه الصور هو نظام ري بناه الإنسان منذ أكثر من 3,000 عام!

أكثر ما يميز المدينة من الناحية الجمالية هي الطريقة التي تصب بها قنوات الري في النهر لأنها تشكل شلالات تنساب من المنحدرات الصخرية على ضفاف النهر لترسم لوحة فنية رائعة الجمال.

وحين نتحدث عن شوشتر فنحن لا نتحدث عن قنوات الري فقط، بل نتحدث أيضاً عن سدود وجسور وأحواض وطواحين، ومنها مثلاً سد وجسر قيصر الذي يعد أول سد يتم بناؤه في إيران.  ولهذه المدينة ذكر في التاريخ الإسلامي أيضاً (باسم تستر) لأنها من المدن التي استشهد على حصونها العديد من الصحابة مثل البراء بن مالك -رضي الله عنه-. لكن المسلمين استطاعوا فتح هذه المدينة بعد استخدم أحد الصحابة تلك الأنفاق والقنوات ليتسلل داخل المدينة ويسهل لجيش المسلمين دخولها.

وضع تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا